من بلدة مقنة البقاعية.. حلم “عاد” يتحقق
منذ طفولته حلم “عاد المقداد” ببناء قلعة الأحلام، حيث ثابر ونجح في تحقيق حلمة وهدفه بعد سنوات طويلة من العمل.
19 سنة هي المدة التي استغرقها ابن بلدة مقنة البقاعية لتحقيق حلمه، حيث بدأ حلمه في عمر 8 سنوات.
وفي تقرير نشر على وسائل اعلامية متعددة قال عاد المقداد: “رغم أني غادرت بلدتي وقصدت العاصمة اللبنانية بيروت، استمر الحلم بمراودتي، حتى بدأت أولى خطواتي عندما بلغت سن الثلاثين، عدت إلى ضيعتي وأطلقت مشروعي”.
على قطعة أرض مساحتها 2000 متر ورثها عن والده أنشأ المقداد قلعته، وقال: “كان ذلك في عام 2003، ليستمر مشواري على مدى كل هذه السنوات”.
تبلغ مساحة القلعة 160 متراً، بناها المقداد وحده من دون مساعدة أحد، وهي تتألف من طابقين، سفلي يخطط أن يحوله إلى استراحة، وقسم علوي حوله إلى متحف جمع فيه تحفا عربية ورومانية القسم الأكبر منها تعود إلى والده.
وأضاف: “ما يميّز قلعتا هي الصخور، الأبراج قناطرها وموقعها”، متابعاً: “الأحجار التي بنيت منها القلعة رومانية. تعذبت جداً في جمعها أكثر من عذابي في بناء القلعة”.
يومياً يعمل المقداد في بناء قلعته التي يعتبرها تراثا لكل لبنان، ورسالة لجميع الناس بأن بإمكانهم صنع العجائب. يقول: “لا أستعجب كيف تم بناء قلعة بعلبك، وإن كنت لا أقارن قلعتي بها فأنا بنيت رمزاً، أي قلعة صغيرة”.
لم ينته المقداد من بناء قلعته بعد، يقول: “طالما على قيد الحياة سأواصل في توسيعها، وها أنا أعمل على تشييد القسم الثاني حيث سيتألف من حصن وأبراج، حيث سيجمع قسما القلعة جسرا”.
وعن تكلفة مشروعه حتى الآن أجاب: “لا أعلم بالتحديد، لكن ما هو مؤكد أن قسم من مصروف المنزل أخصصه من أجل إنجاز حلمي”.
مشروع المقداد ليس تجارياً، فهو لا يأخذ بدلاً مادياً من أحد مقابل دخول قلعته، بل على العكس هدفه تنشيط السياحة في بلدته، وجذب اللبنانيين إليها من كل المناطق إضافة إلى السياح الأجانب.
ولفت إلى أنه سعيد جداً لأن بدأ الناس يتداولون خبر جمال مشروعه، لتصبح القلعة مقصداً لعدد كبير من الزوار، لكن جائحة كورونا خفضت أعدادهم في الفترة الأخيرة، آملاً أن تعود الحياة إلى طبيعتها وتعود قلعته مقصداً للجميع.