قلعة راشيا.. منبتٌ للرجال

في زوايا قلعة راشيا، تتشابك الخيوط التاريخية مع لحظات من الفخر والشجاعة التي خطها لبنان نحو الاستقلال، فقد شهدت هذه القلعة لحظة تاريخية مهمة حين كتب على جدرانها الحجرية جزء أساسياً من تاريخ لبنان، فكانت منبتٌ لرجال الإستقلال.

لحظة الاستقلال:
في 10 تشرين ثاني 1943 قامت قوات الإنتداب الفرنسي بإعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري، ورئيس الوزراء رياض الصلح، إضافة الى وزير الخارجية والأشغال العامة سليم تقلا، وزير الداخلية كميل شمعون، النائب عبد الحميد كرامي وعادل عسيران وسجنتهم في داخل القلعة كردّ على تحرّكاتهم المطالبة بالاستقلال.

وبعد ضغط شعبي كبير وعصيان مدني في جميع المناطق اللبنانية تم إطلاق سراح المعتقلين بتاريخ 22 تشرين ثاني 1943، واعتبر هذا التاريخ، يوم الاستقلال اللبناني.

في ذلك الوقت مئات من أهلي راشيا الشرفاء خرجوا إلى حرم القلعة، وحملوا بشارة الخوري ورياض الصلح، على أكتافهم إلى أن وصلوا إلى أسواق راشيا، ليكون بذلك أول مهرجان احتفال بالاستقلال في لبنان.

مع مرور الوقت، تظل القلعة محطًا للاحتفال بالاستقلال وروح الوحدة الوطنية. يقصدها اللبنانيون لإعادة إحياء تلك اللحظات الرائعة وتجديد العهد بالحفاظ على استقلال لبنان وتراثه المستمر.

شاهد على الإستقلال، قلعة شامخة ترمز للحرية والصمود. تجسد تاريخها وربطها بلحظات استقلال لبنان تجعلها ليس مجرد موقع تاريخي، بل رمزًا يتنفس بروح الوحدة والفخر الوطني.

نبذة عن القلعة:
تعود قلعة راشيا بتاريخها إلى الحقبات الرومانية والعربية والصليبية والعثمانية، وتقع على ارتفاع ١٤٠٠ متر فوق سطح البحر، حيث تعتبر اليوم من المعالم السياحية البارزة في منطقة البقاع. حيث يمكن للزوار التجول في غرفها المقبّبة القديمة، وزيارة جناح الاستقلال الشاهد على هذا اليوم المميّز من تاريخ لبنان.