رحلة ابن بطوطة في الكشك

قوت الفقراء، الكشك وهو عبارة عن حليب أو لبن أو لبنة، مع البرغل والملح. هذه هي المكونات، بمزجها بعدة مراحل فهي أشبه برحلة ابن بطوطة في الكشك، ولكن لكل منطقة أو عائلة طريقتها التقليدية التي ورثتها من الأجداد.

للكشك هناك موسم بإسمه، يسميه البقاعيون “موسم الكشك” أو “التكشيك” إنها المونة الأكثر صنعاً في منطقة البقاع، فهي تكتنز الشمس لتصمد في وجه البرد.

موسم الكشك يبدأ تحضيره في البقاع من منتصف تموز وحتى نهاية أيلول.

خلال تحضير الكشك يمر هذا المنتج بمرحلة تسمى “الكشك الأخضر” فالكثير من الناس يفضلون هذا النوع ويقومون بتموينه ووضعه بالزيت.

كما تعلمه الجميع من الأجداد يمر تحضير الكشك عدة مراحل، ولكل قرية من قرى البقاع طريقة في تحضيرها وتختلف في تفاصيل بسيطة.

ولتحضير الكشك يحتاج المرء الى اللبن، في قديم الزمان كان الأجداد يحولون الحليب الى لبن، أما الآن تخطى العديد هذه المرحلة فيقومون بشراء اللبن جاهزاً.

ثم يغسل البرغل الأبيض الحبة الكاملة، ويترك لكي يجف وبعدها يوضع فوقه الحليب حتى يغمره، ويكبس بالأيدي لمنع الهواء من الدخول بين حبات البرغل ويترك لعدّة ساعات، ثم يؤخذ إلى المطحنة ويستخدم كسارة الكشك فيصبح مثل المرهم.

بعدها يضاف اللبنة على مدار 5 أيام، ويدعك ويكبس المزيج لمنع الهواء صباحا ومساء مع تعديل الملح، ثم مرحلة”تقطيش الكشك” حيث يوضع قطعا على السطح.

في هذه المرحلة يؤخذ الكشك الأخضر، وينكه بعدة نكهات أو يحشى بالجوز ويغمر بالزيت في أوعية زجاجية بالثلاجة.

وفي اليوم التالي حينما ينشف الكشك تأتي مرحلة “فرك الكشك” ويفرك الكشك حتى يعود ويصبح كالبرغل، ويترك يوما إضافيا في الشمس. وبعدها يطحن ناعما بعد أن يجف تماما، وينشر على قماش في الداخل حتى يبرد وينخل.

ويعتبر العديد من البقاعيات اللواتي يحضرن المونة أن العمل في الكشك دقيق جداً ويحتاج معرفة وخبرة، لأن الخطأ الصغير أو الخلط الزائد وعدم معرفة متى أصبح جاهزا يفسد مونة عام كامل ويعطيه طعما مرا.

هناك العديد من الطرق لتناول الكشك، مناقيش الكشك أو الكشك بأورمة (اللحم والدهن) أو الكشك المغلي مع اللحمة او البطاطا.