الهرمل.. وجهة سياحية مهمة في شمال البقاع
منذ الخمسينات، أصبح القطاع السياحي في الهرمل مصدرًا هامًا لعائلات المنطقة. يعود أصل هذا القطاع إلى فترة قبل الخمسينات، حيث كانت منتزهات العاصي تعتمد على استغلال الموارد الطبيعية كرأسمال. على الرغم من قلة المنتزهات، التي لا تتجاوز الأربعة، واستقبالها للزوار من مختلف مناطق لبنان والسياح من الدول العربية، إلا أن الحركة السياحية كانت ضعيفة في تلك الفترة.
عانى القطاع السياحي في الهرمل من نقص الخبرة وعدم توفر رؤوس الأموال، مما أثر على محاولات تطويره. لكن في التسعينات، بدأ القطاع ينمو ويزدهر بفضل الاستقرار الأمني وعودة المغتربين. تم تعزيز المنتزهات في الهرمل وتوسيعها لتستوعب آلاف الزوار، بالإضافة إلى إنشاء أول فندق.
تطور القطاع السياحي في الهرمل كانت نتيجة للجهود الفردية لأهالي البلدة، وذلك في ظل غياب تام للجهات المسؤولة. تم ناشدة تلك الجهات لمساعدة أصحاب المنتزهات في حماية ممتلكاتهم، حيث تتعرض أملاكهم وبرك السمك للجرف بسبب السيول كل عام. كانت النداءات لإقامة سدود وترع واقية لحماية تلك الممتلكات وضمان استمرار المنطقة كوجهة سياحية هامة تعود بالفائدة على السكان المحليين ولبنان بأكمله.
بفضل الجهود المحلية والاستقرار الأمني، تم تعزيز السياحة في الهرمل وجعلها قطاعًا مهمًا. إن الاستثمار في هذا القطاع يمكن أن يسهم في توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي. يجب أن تتبنى الجهات المعنية مبادرات لتعزيز السياحة وحماية الموارد الطبيعية المحلية، وذلك لضمان استمرار نمو القطاع وتحقيق فوائده الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة ولبنان بشكل عام.
تعدّ الهرمل مدينة ومركزًا لقضاء في محافظة البقاع، وتقع على ارتفاع متوسط يبلغ 750 مترًا عن سطح البحر. وتبعد عن بيروت مسافة 143 كيلومترًا عبر طريق زحلة-بعلبك-حمص، أو عن محافظة الشمال عبر طرابلس-القبيات-الهرمل. تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 7000 هكتار.
تعتبر الهرمل رابطة بين محافظتي البقاع وشمال لبنان، حيث يحدها من الغرب قضاء عكار وطرابلس، ومن الشمال الجمهورية العربية السورية، ومن الشرق والجنوب قضاء بعلبك. نسبة الأمطار منخفضة تقريبًا وتتراوح حوالي 250 ملم. ومع ذلك، فإن الهرمل غنية نسبيًا بالمياه، حيث يوجد فيها اثنا عشر نبعًا، وأبرزها نبع “راس المال” الذي يوفر مياه الشفة للمدينة ويروي البساتين، بالإضافة إلى نبع الوقف ونبع الأحد عشرية ونبع الريسة.
يعتبر أكثر المراجع أنّ أصل اسم الهرمل دمج كلمتي “هرم” و “ايل” الآراميّتين، أي “هرم الله” ، وذلك نسبة إلى الأثر التاريخيّ الذي سمّاه أبو الفدا “قايم الهرمل” ، ويعرف اليوم باسم قاموع الهرمل.
يشكّل القطاع السياحيّ في الهرمل موردا بالغ الأهميّة لعائلات المنطقة التي تتوزّع على امتداد وادي العاصي، والذي يعود بجذوره التاريخيّة إلى ما قبل الخمسينات إذ كانت منتزهات العاصي تعمل وفق تقنية تعتمد على عنصر الطبيعة كرأسمال، رغم قلّة المرابع التي لا تتجاوز الأربع والتي تستقبل الوافدين من مختلف المناطق اللبنانيّة، والسيّاح من الدول العربيّة التي كان مغتربوها ينصبون الخيم الصيفيّة بين أشجارها على طول ضفّتي العاصي. واستمرّت الحركة السياحيّة خجولة رغم المحاولات الخائبة لتطويرها بسبب انعدام الخبرة من جهة، وعدم توفّر رؤوس الأموال من جهة ثانية، حتّى التسعينات حيث دخل هذا القطاع دائرة الضوء والإنتاج المربح. ومع عودة الإستقرار الأمنيّ وعودة المغتربين، نشطت الجهود لتحسين المنتزهات في الهرمل وتوسيعها بحيث باتت تستوعب آلاف الزائرين، إضافة إلى بناء فندق هو الأوّل. وقد جاء تطوّر القطاع السياحيّ في الهرمل نتيجة لمبادرات أهالي البلدة الفرديّة، وسط غياب تامّ للجهات المسؤولة، التي تمّت مناشدتها لمساعدة أصحاب المنتزهات الذين تتعرّض أملاكهم وبرك السمك للجرف كل سنة من جرّاء السيول، لإقامة السدود والترع الواقية لحماية ممتلكاتهم، واستمرار المنطقة منتجعا سياحيّا هاما يعود بالخير على الأهالي، وعلى لبنان.
يزيد عدد سكّان الهرمل على 90 ألف نسمة، يسكن العديد منهم خارج المدينة في بعلبك او زحلة او في أحياء الضاحية الجنوبيّة لبيروت. أمّا المقيمون فيها فيعمل أكثرهم في زراعة الخضار والبندورة والخيار، وتعمل فئات في بساتين المشمش، والخوخ، واللوز، والزيتون والكرمة. وتعتاش عشرات العائلات من عائدات المطاعم والمقاهي المنتشرة على ضفاف نهر العاصي. وفي عام 2001 قامت وزارة الزراعة بحملة تشجير واسعة في منطقة الهرمل شملت توزيع 60 ألف غرسة من نصوب الزيتون والصنوبر المثمر والسرو على المزارعين والهيئات الأهليّة والبلديّات والمدارس.
يوجد في الهرمل الكثير من المواقع الأثرية المهمة، إضافة إلى قاموع الهرمل، هناك أيضاً مغارة الراهب ودير مار مارون الذي تقع على منحدر صخريّ واقع على ضفاف العاصي والذي يبلغ ارتفاعه حوالي تسعين مترا.
إلّا أنّ محقّقين ذكروا أنّ موقع مغارة الراهب ليس المكان الأصليّ للدير، ذلك أنّ موقعه الحقيقيّ هو غربي النهر، حيث لا تزال آثاره قائمة إلى اليوم. أمّا هذه المغارة فهي عبارة عن ملجأ دفاعيّ أوّل حفره الرهبان على الرفوف الصخريّة المواجهة.
ومن آثار الهرمل قناتان محفورتان في الصخر منسوبتان إلى الملكة زنّوبيا بهدف جرّ مياه العاصي النقيّة من منابعها إلى مملكتها تدمر.
وفي جرود الهرمل آثار بريصا، وهي كناية عن صخرتين تركهما نبوخذ نصّر وكتب عليهما عبارات تختصر أهداف حملته التي امتدّت إلى نهر الكلب.
عائلاتها:
إبراهيم. أبو بكر. إدريس. أمهز. أيّوب. إسكندر. برّو. بريطع. بستاني. بليبل. تالة. جانبيه. جعفر. جمعة. الجوهري. الحاج حسن. الحاج حسين. حرب. حسام الدين. الحسيني. حمادة. حميدان. خرباوي. خزعل. خضر. خطيب. خير الدّين. درويش. دعاس. الدلباني. دندش. ذكر. رحّال. رشعيني. الزعبي. زعيتر. زنيط. الساحلي. سرور. سعيد. سلهب. سليمان. سماحة. سير. سيروان. شاهين. شرارة. الشعّار، شعيب. شمس. شمص. صالح. صبلمي. صعب. صفوان. صقر. الطشم. الطفيلي. طه. عابدين. عاصي. عبد علي. عبد الواحد. العجمي. عرار. عسّاف. عفيف. علاء الدين. علّام. علّوه. عمرو. العميري. عوّاد. عيّاش. غرباوي. غريب. غزال. غصن. غويد. فخر الدين. فلا. فوزي. الفوعاني. فيطروني. قاطرجي. قانصوه. قبرصي. قبّوط. قدّاحة. قطايا. كانون. لاذقاني. ماضي. محفوظ. مخ. مدلج. المرتضى. مرضي. مرعي. مسرّة. مسمار. المصري. مطر. مغربل. مقهور. منح. منصور. الموسوي. موسى. ناصر الدين. نعمة. النمر. نون. هاشم. الهبش. الهق. ياسين. يتامى. يزبك.
أعلام الهرمل:
صبري حمادة: رئيس مجلس نواب سابق، وكان أحد المشاركين في وضع دستور 1926
الشيخ حمود حمادة: كان من حكّام المنطقة 1820 معاصرا لولاية الأمير نصوح الحرفوشي.
رياض ابراهيم طه: شهيد الصحافة اللبنانيّة الحرّة، أسس دار الكفاح وغطّى أخبار الجيوش العربيّة في جبهة فلسطين 1948، أصدر أوّل وكالة أخبار محليّة في لبنان والشرق الأوسط بعنوان “مكتب أنباء لبنان” 1949، وشغل منصب نقيب الصحافة اللبنانيّة 1968.
الشيخ شمس الدين محفوظ: عالم، أديب وشاعر.